top of page

هناك من يعرّف الدعاية الانتخابية بأنها (الأنشطة الاتصالية المباشرة وغير المباشرة التي يمارسها مرشح أو حزب بصدد حالة انتخابية معينة بهدف تحقيق الفوز في الانتخابات عن طريق الحصول على أكبر عدد ممكن من أصوات الهيئة الانتخابية)،

ويرى البعض أن الدعاية الانتخابية هي " كل أنشطة الاتصال التي تهدف إلى تدعيم الثقة في الحزب أو المرشحين السياسيين بشأن حالة انتخابية معينة، وإمداد جمهور الناخبين بالمعلومات ومحاولة التأثير فيهم بكل الوسائل والإمكانات والأساليب المتوافرة من خلال جميع قنوات الاتصال والإقناع بهدف الفوز في الانتخابات أو زيادة مؤيدي المرشح وإبراز صورته المرغوبة أمام الناخبين".

أما الحملة الانتخابية فتعرّف بأنها مجموعة الأنشطة التي يقوم بها الحزب أو المرشح السياسي بهدف إمداد جمهور الناخبين بالمعلومات عن برنامجه وسياسته وأهدافه، ومحاولة التأثير فيهم بكل الوسائل والأساليب والإمكانات المتوافرة من خلال جميع قنوات الاتصال والإقناع ، وذلك بهدف الحصول على أصوات الناخبين وتحقيق الفوز في الانتخابات، وتعد الحملات الانتخابية الناجحة البداية الحقيقية لتحقيق الفوز في الانتخابات، والحملة الانتخابية الناجحة هي التي تستفيد من كل الظروف، وفي إطار الوقت المحدد لاستهداف الناخبين وتقوم بتطوير رسالة مقنعة، وتتابع العمل وفق خطة معقولة للوصول إلى الناخب.

لذلك تعتبر الحملات الانتخابية للمرشحين هي الشكل الراقي للممارسة الديمقراطية لحسم التنافس على الجمهور، والمرشح هو العامل الفاعل في التخطيط للحملات الانتخابية، واستثمار ذاته وتاريخه وإنجازاته ومقترحاته لتلبية احتياجات المواطنين وحل مشاكلهم، ويتحقق نجاحه طبقًا لمدى اقتناع الجماهير به، وقدرته على إجهاض فرص التأثير على المواطنين التي يقوم بها المرشح الآخر، وتبرز أهمية التخطيط للحملات الانتخابية من خلال الموازنة في الاستفادة من كل العوامل المتحكمة في السلوك الانتخابي للناخبين، مع السيطرة في الوقت نفسه على العناصر السلبية، ولم تعد الحملات الانتخابية مجرد احتفالات جماهيرية أو عرض لافتات وإقامة الكرنفالات بالشوارع والميادين، بل أصبحت علمًا وفنًا له أساليبه ووسائله وأخلاقياته، ولا شك أن الأمر يحتاج لفهم أفضل الأسس التي يقوم عليها التخطيط العلمي للحملات الانتخابية لضمان الفوز في الانتخابات، وعلى دعم أسس المشاركة السياسية الواعية لجميع المواطنين.

وتوجد ثمة علاقة بين وسائل الإعلام الجديد ورأس المال الانتخابي، حيث تسعى حملات الدعاية الانتخابية لإيجاد اتصال مباشر بين المرشح والجمهور المستهدف من الحملة، مما يسهم في وصولالرسائل بشكل واضح ويحقق أهداف العملية الاتصالية ويأتي بنتائج إيجابية. ومن الواضح أن التحول الكبير نحو استخدام المرشحين لمواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي في حملات الدعاية الانتخابية، بهدف التواصل مع ناخبيهم والتعريف ببرامجهم الانتخابية ومدى قدرتهم على خدمتهم بشكل أفضل هو تحول منطقي، ولعل هذا التحول ناجم عن الارتفاع الكبير في نسبة استخدام أجهزة الحاسب الآلي والهواتف الذكية وسرعة النفاذ للإنترنت من خلال استخدام تقنيات متقدمة.

  ويلجأ المرشحون إلى الإنترنت نظرًا لتأثيرها الكبير، وارتفاع عدد مستخدميها في الآونة الأخيرة، كما أنها تتميز بقدرتها على الوصول للناخب في أي وقت، وعدم إلزام جميع الناخبين بالوجود في وقت واحد، كما أن هذه الوسيلة تضيف بعضا من الخصوصية على العلاقة ما بين المرشح والناخب، وانخفاض تكلفةاستخدام مواقع الإنترنت  وشبكات التواصل الاجتماعي يجعلها وسائل اتصال شعبية، فهي لا تحتاج إلى ميزانيات ضخمة مقارنة بوسائل الاتصال التقليدية الأخرى مثل المخيمات وقاعات الاحتفالات،  تستخدم الشبكات الاجتماعية في شن الحملات الإلكترونية لرخص التكلفة وسهولة تكوين ونشر الصور والفيديوهات الدعائية، وإتاحة الفرصة لكسر فترة الصمت الانتخابي وضعف الرقابة على سقف التمويل، وهو ما يمثل تجاوزًا لقيود اللجنة الانتخابية المشرفة على الانتخابات، وتمثل الحملات الإلكترونية تحولاً في مجال الدعاية الانتخابية عبر قدرة الفاعلين السياسيين في التعبئة والحشد والتأثير في توجهات الناخبين وتغطية عملية التصويت والرقابة وإعلان النتائج وإتاحة الفرصة لمشاركة المتطوعين في تنظيم الفاعليات الانتخابية، إلى جانب الحملات الرسمية للترويج لحملة ما عبر الروابط الشبكية والتجمعات الإلكترونية، ولا تميز العضوية بها على أساس العمر أو الجنس أو الدين أو الموقع الجغرافي، وهو ما يجعلها ساحة مفتوحة للتعبير عن تنوع وجهات النظر وبمدى تمثيلها في الشارع السياسي، ومدى جاذبيتها في نشر الدعاية عبر عدة طرق منها إطلاق مواقع للإنترنت للمرشحين أو قنوات على  "اليوتيوت"  أو بتدشين صفحة رسمية على "الفيس بوك" أو حساب على "تويتر"، ويتم استخدام عدد المشاهدات أو عدد المعجبين للصفحات أو التغريدات والهاشتاج على تويتر كمؤشر على نجاح الحملة الإلكترونية.

 

bottom of page